كمْ من الوقت يقضي طفلك في مشاهدة التلفزيون أو الأفلام، أو اللعب بالهاتف الذكي أو الكمبيوتر، أو الاستمتاع بألعاب الفيديو؟ على الرغم من أن قضاء بعض الوقت أمام الشاشات يمكن أن يكون مفيداً، إلا أنه من السهل أن يصبح مبالغاً فيه، وقد يتحول من كونه وسيلة تعليمية وترفيهية إلى سبب رئيسي للإدمان والمشاكل لدى الأطفال، حيث توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم استخدام الأجهزة بمختلف أنواعها من قبل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، وتوصي بتحديد الوقت الذي يقضيه الأطفال الأكبر سناً أمام الشاشات بما لا يزيد عن ساعة أو ساعتين يومياً. بالإضافة إلى أن الكثير من الأهالي قد لا يعرفون دائماً ما يشاهده أطفالهم، أو مقدار الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
ومن سلبيات الإكثار من التعرض للشاشات واستخدام الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال:
السمنة
كلما زاد عدد مشاهدات التلفزيون والفيديو التي يشاهدها طفلك، زاد خطر إصابته بزيادة الوزن. كما أن وجود جهاز تلفزيون أو أجهزة إلكترونية أخرى في غرفة نوم الطفل يزيد من هذا الخطر أيضاً. حيث يمكن للأطفال أيضاً تطوير شهيتهم للوجبات السريعة التي يتم الترويج لها في الإعلانات، بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية.
النوم غير المنتظم
كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة الشاشات، زاد احتمال أن يواجه الأطفال صعوبة في النوم أو أن يكون لديهم جدول نوم غير منتظم. وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى التعب وزيادة تناول الوجبات الخفيفة.
اضطرابات ومشاكل سلوكية
بينت بعض الدراسات أن طلاب المرحلة الابتدائية الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميا في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو أو استخدام الكمبيوتر أو الهاتف الذكي هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل عاطفية واجتماعية وفقدان التركيز، كما يرتبط التعرض لألعاب الفيديو بزيادة احتمالية حدوث مشاكل في الانتباه لدى الأطفال.
ضعف الأداء الأكاديمي
طلاب المرحلة الابتدائية الذين لديهم أجهزة تلفزيون أو شاشات أخرى في غرف نومهم قد يكون تحصيلهم الأكاديمي أقل أو أسوأ في الاختبارات من أولئك الذين ليس لديهم هذه الشاشات في غرف نومهم.
5 . العنف
التعرض المفرط للعنف من خلال وسائل الإعلام يمكن أن يؤدي إلى إضعاف حساسية الأطفال تجاه العنف. ونتيجة لذلك، قد يتعلم الأطفال قبول السلوك العنيف كطريقة طبيعية لحل المشكلات.
6. قضاء وقت أقل في اللعب
إن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة يترك وقتا أقل للعب الحركي الإبداعي.
وتمثل إدارة الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة تحديا كبيرا للأهالي، ويمكنك وضع خطة لوقت الشاشة لأطفالك بدأ من اليوم حسب ما يلي:
من عمر 0 حتى عمر 18 شهرا، يسمح باستخدام الشاشة لإجراء محادثة فيديو مع شخص بالغ (على سبيل المثال، مع أحد الوالدين خارج المدينة).
بين 18 و24 شهرا يجب أن يقتصر وقت الشاشة على مشاهدة البرامج التعليمية بوجود الأهالي أو مقدمي الرعاية.
من عمر 2 إلى 5 سنوات، حدد وقت الشاشة غير التعليمي بحوالي ساعة واحدة في أيام الأسبوع و3 ساعات في أيام عطلة نهاية الأسبوع.
من 6 سنوات فما فوق، قم بتشجيع العادات الصحية والحد من الأنشطة التي تشمل الشاشات.
بعض النصائح التي يمكن تطبيقها للحد من سيطرة الشاشات على وقت أطفالك والاستفادة منها بشكل إيجابي:
منع تشغيل جميع الشاشات أثناء الوجبات العائلية والنزهات.
التعرف على أدوات الرقابة الأبوية واستخدامها.
تجنب استخدام الشاشات كوسيلة لإشغال الطفل أو كجليس أطفال أو لوقف نوبات الغضب.
منع تشغيل الشاشات وإزالتها من غرف النوم قبل 30 إلى 60 دقيقة من موعد النوم.
التحدث مع طفلك عما يشاهده والإشادة بالسلوك الجيد مثل التعاون والصداقة والاهتمام بالآخرين
كن على دراية بالإعلانات وكيف يمكن الحد منها ووقفها.
تشجيع طفلك على تعلم أنشطة أخرى مثل الرياضة والموسيقى والفن والهوايات التي لا تتضمن الشاشات.
كوني قدوة جيدة لأطفالك بتقليل استخدام الشاشات.
تعليم الأطفال عن الخصوصية والأمان عبر الإنترنت عند بلوغهم السن المناسب
التشجيع على استخدام الشاشات بطرق تبني الإبداع والتواصل مع العائلة والأصدقاء.
وفي النهاية، كما أفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الأطفال دون سن الخامسة يجب أن يقضوا وقتا أقل في الجلوس أمام الشاشات، وأن يقضوا وقتا أطول في ممارسة النشاط البدني لينموا بصحة جيدة. حيث يتطور الأطفال بسرعة كبيرة في مرحلة الطفولة المبكرة، لذا من المهم تشجيعهم على عيش نمط حياة صحي في هذه الفترة للمساعدة في نموهم البدني والعقلي. كما وجدت منظمة الصحة العالمية أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم، أو قضاء وقت طويل في الجلوس أمام الشاشات أو في عربة الأطفال، له آثار سلبية على نمو الأطفال. أفضل طريقة لمكافحة ذلك هو تقليل الوقت الإجمالي أمام الشاشات، وتشجيع الكثير من النشاط البدني والتأكد من حصول الأطفال على نوم جيد. ويقال إن هذا يساعد في تحسين الصحة العقلية والصحة البدنية والرفاهية العامة والنمو.
Comments